"أسمع وأرى".. عندما تتحوّل الرواية إلى مرآة تفضح المسكوت عنه

 

في وقتٍ أصبح فيه الخوف من الصراحة عادة، والسكوت على الوجع فضيلة مزيفة، تأتي رواية "أسمع وأرى" للكاتب حسين كمال كصفعة أدبية تعيد ترتيب المفاهيم، وتكسر جدار الصمت المحيط بنا.


هذه ليست مجرد رواية تُقرأ، بل تجربة شعورية تُعاش. "أسمع وأرى" عمل روائي يخلع الأقنعة واحدة تلو الأخرى، ويمنح البطولة لمن ظلوا على الهامش طويلًا… للذين خُذلوا، سكتوا، ثم قرروا أن يحكوا.


> "سكوتك مش ضعف.. بس كمان مش دايمًا حكمة"




بهذا الاقتباس الجريء، يفتتح حسين كمال روايته، ويعلن منذ اللحظة الأولى أن الحكاية لن تكون مريحة، بل صادمة، واقعية، وربما قاسية.


الرواية تدور في واقع يشبهنا كثيرًا، لكنه يبدو كأننا نراه للمرة الأولى. بين حبٍ مقيّد، وخيانة مغلّفة بالثقة، وبطولة مدفوعة بالخذلان، يرسم الكاتب عالماً مألوفًا في ظاهره، لكنه متعفّن في عمقه. بلغة شفافة وجرأة محسوبة، يقترب حسين من زوايا لا تصلها عادة عدسات الروائيين، ويضيء على "المسكوت عنه" في بيوتنا وعلاقاتنا وأفكارنا.


لكن التفرّد في "أسمع وأرى" لا يقتصر على المحتوى فقط، بل يمتد إلى طريقة التقديم. نجح حسين كمال في تقديم روايته كمشروع ثقافي متكامل، يُناقش على المنصات، وتُتداول اقتباساته كما لو كانت مانيفستو جيل بأكمله:


🔹 "حين يصبح السكوت خيانة..."

🔹 "رواية واقعية تفضح التجمّل الأسري الكاذب"

🔹 "هل يحق للكاتب أن يواجه المجتمع نيابةً عن صامتيه؟"


في زمنٍ تُصنّف فيه الجرأة كتهوّر، والانكشاف كضعف، يقدّم حسين كمال عملًا يستحق التوقف، لا لأنه صاخب، بل لأنه صادق. رواية "أسمع وأرى" هي صوت كل من لم يجد وسيلة للكلام، وكل من مرّ بألمٍ لم يُروَ.


إذا كنت مستعدًا لتقرأ عن نفسك، لا عن الآخرين...

وإذا كنت تمتلك الشجاعة لتفتح جراحك وتراها على الورق…

فـ"أسمع وأرى" هي الرواية التي كُتبت من أجلك.

أحدث أقدم